عندما تم اكتشافه، كان هذا التمثال يرتدي حزاما نحاسيا وشريطا على كتفه الأيمن ويحمل عصا نحاسية في يده اليسرى ويلوح بسلاح نحاسي في يمينه. وقد يجمع الإله الممثل بين جوانب من الإله المحارب ووزير الآلهة، نينشوبور/ بابسوكال، الذي يتم تجسيده غالبا مرتديا تاجا بقرون ورداءا طويلا، ويقف منتصبا ممسكا بعصا. وكانت تستخدم التماثيل الطينية مثل هذا كثيرا لحماية المباني وسكانها من الأرواح الشريرة والأمراض، أو لطرد تلك الموجودة فعلا. وكان يتم دفنها تحت الأرضيات، عادة في حاويات من الحجر أو الطين.
.تمثال صغير للإله بابسوكال
.غرب كيش، ربوةW
.طوب مشوي
.العصرالأشوري الحديث/ البابلي الحديث
متحف الأشموليان 1924.701
ميسوبتوميا "Mesopotamia" مصطلح إغريقي يعني (الأرض التي بين نهرين)، وهي الأرض المعروفة هذه الأيام بالعراق، وقد احتضنت هذه الأرض الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ ففي الألفية الرابعة قبل الميلاد قامت في هذه المنطقة حضارة عظيمة شكلّت تراثاً ثقافياً دام أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وكيف لا وقد شهدت بلاد ما بين النهرين ولادة أقدم مدن العالم التي أثرت في الثقافة الإنسانية. وفي بلاد ما بين النهرين تم تطوير أول نظام للكتابة، كما صقل علماء المنطقة علم الرياضيات لينتقل من طوره المبكر البسيط إلى المعقد. وحظيت علوم أخرى في بلاد ما بين النهرين بالاهتمام كعلم الفلك والإبحار، وشهدت المنطقة أول نظام عربات يعتمد العجلات. وتوصل سكان هذه المنطقة إلى نظام تقسيم الوقت إلى وحدات تعتمد الستين جزءاً، وهو المفهوم الذي قاد البشرية لاحقا لاعتماد الدقيقة التي تتكون من ستين ثانية، والساعة التي تتكون من ستين دقيقة.
لم يطلق قدماء بلاد ما بين النهرين اسما على كامل المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، لكنهم وفي أوقات مختلفة كانوا يطلقون أسماء على حواضر ومدن اشتهرت منها: سومر، أكاد، أشور، وبابل.
زينت الألواح المطعمة غرفتين في القصر على التل أ. وتظهر إحدى اللوحات موكبا عسكريا منتصرا مع جنود يقودون غنائم من الأسرى والحيوانات (الكباش والثيران والماعز). وتمجد هذه الزخارف المآثر العسكرية للحاكم الذي يسكن القصر وتظهر قوته لجميع الزوار.
.شرق كيش، ربوة A ، القصر
.اردواز، حجر رملي، لؤلؤ، صدف
.عصر السلالات القديمة / عصر فجر السلالات
متحف الأشموليان 1924.702
للوهلة الأولى قد يبدو أن بلاد ما بين النهرين لم توفر الشروط البيئية اللازمةنشوء ونمو حضارة عظيمة، ذلك أن تلك المنطقة عانت من فروق صارخة في المناخ. أفرز تنوعاً هائلاً في البيئات، فبين درجة حرارة ترتفع لتبلغ (130) فهرنهايت في الصيف، إلى انخفاض في الحرارة دون درجة التجمد في الشتاء. وبين جبال وتلال وسهول تغذيها الأمطار وتكسوها الحشائش في الشمال وبين صحراء حصوية في الغرب، إلى تربة غرينية من الطمي الذي قذف به النهر وأرض سبخات في الجنوب. يتضح مما سبق أن الأراضي الواقعة في الشمال كانت تحصل على معدلات كافية من الأمطار لزراعة الحبوب وبساتين الفواكه التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى الحشائش البرية التي كانت تملأ السهول وكانت ضرورية لتربية ورعي قطعان المواشي. وعلى عكس إقليم الشمال - إن صح التعبير - فإن وسط بلاد ما بين النهرين وجنوبها كانا يعانيان من شح في الأمطار لم يمكّن السكان من زراعة المحاصيل التي تمثل قوتاً ضرورياً للحياة.
كانت بلاد ما بين النهرين القديمة أرضا تتقاطع معها الأنهار والقنوات وتنتشر فيها المستنقعات. وكانت القوارب الوسيلة الأساسية للتنقل والسفر، ولذا فان القوارب النموذجية المصنوعة من الفخار شائعة نسبيا. كان نوع القارب الذي تم تصميم هذا المثال الخزفي عليه مصنوعا بلا شك من قصب مطلي بالبيتومين (مادة تشبه القطران).
.الموقع: كيش
.طوب مشوي
متحف الأشموليان 1931.181
إن اختلاف الطبيعة في بلاد ما بين النهرين أوجد تنوعاً هائلاً في بعض الموارد والثروات الطبيعية، وندرة أو غياب مطلق لبعضها الآخر. فوجود الجبال والأراضي العشبية ذات الأشجار في شمال بلاد ما بين النهرين أمدا صناعة البناء بالحجارة والأخشاب الضروريان لقيام نهضة عمرانية. في نفس الوقت وفرّت تلك الأراضي لسكانها جواً ملائماً للزراعة وإقامة البساتين، ومثّـلت الأراضي العشبية بما توفره من المراعي بيئة مناسبة لتربية الخراف والماعز وعائلة الخيليات وتشكيلة أخرى من الحيوانات البرية. أما في بيئة الجنوب حيث لا أحجار ولا أشجار ما عدا نخيل التمر وأشجار الحَـوْر التي كانت تنمو في موازاة الأنهار، فقد توفر نبات القصب الذي حلّ بديلاً للأخشاب والحجارة في صناعة البناء، كما استخدم السكان نبات القصب في صناعة أشياء أخرى كالأوعية والحصائر وإلى جانب النباتات فقد كانت بيئة الجنوب غنية بالأسماك والسلاحف والخنازير والطيور وعاشت في الجنوب قطعانٌ كبيرة من الخراف والماعز والأبقار، وفي السهول الواقعة بين المستعمرات البشرية عاشت مجموعات من الظباء والغزلان وحيوانات برية أخرى. وساعد نظام الري على إنتاج سلعٍ مثل الحنطة والشعير والكتان المستخدم في إنتاج الزيوت والملابس وخضروات ونباتات أخرى. ولم تكن الحيوانات المدجنة في شمال بلاد ما بين النهرين وجنوبه على حد سواء مصدراً لإطعام السكان فحسب، بل وفرّت لهم الأصواف والجلود، والتي كانت أساساً للتجارة.
بالإضافة إلى الفخار الظاهر في الصورة، كان الدفن في الألفية الثالثة الأخيرة قبل الميلاد يشمل أيضا صدفة للزينة، وحجر صقل، وسكين، وإزميل، ودبوس مستقيم، وقرطين، وخرز.
.شرق كيش، ربوة أ المقابر قبر A 5
.موسم 1924
نيغاتيف أكسفورد 166
بالعودة لتاريخ بلاد ما بين النهرين فقد اتسم تاريخ تلك المنطقة بتعاقب أزمان من الوحدة والتوحيد بين أجزائها، وفترات أخرى من الخلاف والشقاق والتشرذم بين دويلاتها. وأثرت الأعراق والأجناس البشرية التي سكنت وتداولت السلطة في بلاد ما بين النهرين في تنوع ثقافاتها ولغاتها. ففي الجنوب عاش السومريون والأكاديون وتبعهم البابليون فالآراميون، وسيطر بعدهم الكلدانيون والصابئةوالعرب. وفي الشمال فقد عاشت قبائل السوبار والجوتيون والأشوريون والأراميون والعرب والكرد والتركمان، ويظهر الجدول التاريخي التالي القوى المتعاقبة على حكم بلاد ما بين النهرين، والتي غطى إرثها الرئيسي المجموعات الأثرية التي عُـثِـرَ عليها في منطقة كيش.
متحف فيلد
متحف فيلد, ' تاريخ بلاد ما بين النهرين', مشروع قاعدة بيانات كيش التابع لمتحف فيلد، 2004-2009, متحف فيلد, 2025 [http://oracc.org/kish/mathaffield/kish-mhm/bilad-ma-bein-annahrein/]