أعمال التنقيب الممتدة بين عامي ١٩٢٣-١٩٣٣

[/kish/fieldmus/images/EX3-large.jpg]

مدير الحفرية تشارلز واتلين يظهر في امامية الصورة مع عاملين
شرق كيش، انغارا، شرق كيش، انغارا، خندق Y موسم1928-1929 نيغاتيف 67093.

في العام 1921 كتب ستيفن لانغدون من جامعة أكسفورد إلى بيرثهولد لافر بيرث هولد لافير أمين قسم الأنثروبولوجيا في متحف فيلد بشأن إرسال بعثة مشتركة إلى بلاد ما بين النهرين وأبدى لافر اهتمامه ورغبته، وفي العامين 1921-1922م قام إتش. ويلد بلندر الرئيس المالي للبعثة بعملية مسح للمواقع المهمة في بلاد ما بين النهرين، وحازت كيش على الاهتمام الأكبر في عمليات المسح التي توقعت أن تكون كنزاً كامناً من الآثار. في مارس من العام 1923 بدأ أرنست ماكاي تلميذ عالم الآثار المشهور السير فليندرز بيتري ومنقب موقع موهينجو دارو الأثري عمليات التنقيب الأولى للبعثة المشتركة لجامعة أكسفورد ومتحف فيلد في كيش. واستمرت أعمال الحفر في أشهر الشتاء لعشر سنوات، منذ 1923 وحتى العام 1933، رغم غياب توجيهات ستيفن لانغدون الذي كان رئيسا للمشروع لكنه لم يزر مواقع الحفريات إلا مرتين في العام 1924 وفي العام 1926. أما أرنست ماكاي فقد كان رئيسا ميدانيا للبعثة في مواسم العمل للعامين 1925-1926. وبعده جاء لويس تشارلز واتللين الذي شغل منصبه في المدة المتبقية من المشروع.

خلال عمليات التنقيب التي امتدت لعشر سنوات جرى العمل في سبع عشرة تلة داخل وخارج حدود كيش القديمة. وكانت الحفريات هائلة جداً في حجمها. وعمل فيها مئات الأهالي رجالاً وحتى أطفالاً تحت إشراف بضعة أوروبيين كانوا يعملون بنشاط لحفر وإزالة التربة من خنادق يصل عمقها إلى خمسة عشر متراً أو أكثر ويمتد عرضها عشرات الأمتار.

[/kish/fieldmus/images/EX1-large.jpg]

كان هذا القبر، من منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد ، والذي تم تحديده على أنه لأنثى بالغة ، يحتوي على ختم أسطواني ودبوس نحاسي برأس على شكل سمكة ، ومرآة نحاسية ، و 5 أوعية حجرية ، والعديد من الأصداف التجميلية
شرق كيش، انغارا، خندق Y، . قبر 685 B 16 شباط 1931 130A نيغاتيف اوكسفورد

الحفريات الأولية في كيش تركزت على الزكورة (هيكل هرمي يتكون من عدة طوابق) والبنى المجاورة لأحيمر وكانت عبارة عن سلسلة من مباني المعابد التي بنيت وأعيد بناؤها في الفترة الزمنية الواقعة بين العصر البابلي القديم والبابلي الحديث (1750-550 قبل الميلاد). مع احتمال وجود آثار بقيت من الألفية الثالثة قبل الميلاد.لاحقاً، كشفت أعمال التنقيب في إنغارا عن مجمع معابد هائل من العصر البابلي الحديث، يغطي حوالي 130 متراً مربعاً، مع بقاء جدران يبلغ طولها أربعة أمتار. أقيم هذا المعبد على أساس من طوب مستوٍ - محدب يعود لعهد السلالة القديمة، ويدعم هذا الأساس أيضاً زكورتين محاذيتين للمعبد أو برجين للمعبد من منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.تم تنقيب مساحات واسعة بمحاذاة المعبد البابلي الحديث الى مستوى السهل بواسطة مجموعة من الخنادق التي أشير اليها بمجموعة مربكة من الأحرف خلال الحفريات. لقد كشف هذا العمل عن وجود مستعمرات إنسانية تعود نشأتها إلى بدايات الألفية الثالثة قبل الميلاد. تماماً كما كشفت المقبرة الممتدة جنوباً تجاه التلة (A) حجم الاستيطان الإنساني في هذه المنطقة، وتضم هذه المقبرة مجموعة قبور غير عادية وغنية، كل واحدة منها تحوي بقايا عظام بشرية متعددة وعربة بعجلات يجرها ثورأوخيل. ويطلق على هذا الموقع بعرباته ذات العجلات اسم "مقابر أو مدافن العربات"، ويظهر أن هذه المقابر تعود لعصر السلالة الثانية (2700-2600 قبل الميلاد) الأسلاف المباشرين لأصحاب مدافن أور الملكية الأغنى.

[/kish/fieldmus/images/EX2-large.jpg]

هذه القطعة الخزفية جزء من منصة معقدة الصنع ربما صممت لحمل وعاء. وتوجد قطعة واحدة من المنصة الآن في كل مجموعة من المجموعات الثلاث التي تم تقسيم موجودات كيش إليها
شرق كيش، ربوة A، المنحدر الشرقي، على السطح. طوب مشوي. عصر السلالات القديمة/ فجر السلالات . متحف الأشموليان 1924.235

وتحوي التلة (A) قصراً يعود إلى بداية عهد السلالة الثالثة (2500 قبل الميلاد)، حيث نجد هناك مقبرة أخرى واسعة. والمائة وأربعة وخمسون قبراً في المقبرة (A) غنية بالأواني الفخارية والأسلحة النحاسية والأدوات ودبابيس الزينة والأواني، وأثاث فخم مثل أواني من بيض النعام، وفي واحد منها عثر على خنجر حديدي. ويعود تاريخ تلك الموجودات إلى نهاية السلالة القديمة وبداية العهد الأكادي (نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد). ووجدت أيضا قبور تعود لنفس التاريخ في الجزء المتاخم لإنغارا. ويبدو أن هذه القبور كانت أفخم في أثاثها وأدواتها من سابقتها وفي ذلك مؤشر على مجتمع طبقي. فقد كان الأفراد الأكثر ثراءً يُـدفنون قرب المجمعات المقدسة بزكوراتها، في حين لم يتمكن أقرباء الأفراد الأقل ثراءً من دفن موتاهم في ذات المكان.

[/kish/fieldmus/images/EX4-large.jpg]

تعرضت عجلات العربات المدفونة في كيش لضغط من وزن التربة ، مما جعلها تبدو بيضاوية وتفكك خشب العجلات بالكامل تقريبا ، ولكن تم استرداد شكلها ومظهرها (والمسامير النحاسية التي ترصع بحافاتها) عن طريق تغليفها بالجص ليتم شحنها إلى شيكاغو للحفظ وإعادة الترميم. يمكن رؤية صورة للعجلات كما تبدو اليوم في معرض الأشياء.
شرق كيش، انغارا، خندق Y, المدفن- العربة . موسم 1927-1928. نيغاتيف 59632

إلى حد ما، فإن شمال إنغارا ضم قصر ثاني للسلالة القديمة و هو أقدم بقليل من الأول. وقد استخدم في بنائه الآجر المحدب- المستو لذلك يسمى بالبناء " المحدب- المستو" . أما التلة (W) إلى الغرب من إنغارا فقد حوت المئات من النصوص من العصر الأشوري الحديث والعصر البابلي الحديث (النصف الأول من الألفية الأولى قبل الميلاد)، كما حوت مقابر تعود للقرنين الرابع والخامس قبل الميلاد. وأما التل (H) الذي يقع إلى الشرق من إنغارا فيبدو أن فيه ما يمثل مدينة تعود للعصر الساساني. ويحوي مجموعة من ثمانية قصور أو مساكن للنخبة وعلية القوم. وقد كانت تلك المساكن فخمة في تصميمها الداخلي بنقوشها المعقدة والمتقنة، وتماثيلها الصغيرة المصنوعة من الجص تعود الى أواخر القرن السادس الميلادي.وقامت البعثة أيضاً بأعمال تنقيب وحفريات في عدد من المواقع التي اعتقد رعاة البعثة ورؤسائها الميدانيين بأنها مهمة مثل جمدة نصر (تلك المنطقة التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالألفية الرابعة قبل الميلاد)، وتبعد جمدة نصر 30 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من كيش. ونجد فيها المباني التذكارية الضخمة التي ربما كانت مبانٍ حكومية، كما أنها تحوي ألواح طينية قديمة بكميات كبيرة، وآثار أختام، وأواني فخارية غنية متعددة الألوان.

Aوبالنسبة للمجموعات التي عُـثر عليها في المواقع السابقة الذكر فقد تم تقاسمها بين متحف العراق وجامعة أكسفورد ومتحف فيلد للتاريخ الطبيعي. وكان ذلك يتم عقب كل موسم عمل وفقاً لدليل العمل الذي تم الاتفاق عليه في موسم العمل الأول في العام 1923، وكان تقاسم الموجودات يتم بين هذه المؤسسات على النحو التالي: متحف العراق كان يحتفظ بنصف الأشياء التي يعثر عليها و على اللقى الفريدة، أما جامعة أكسفورد ومتحف فيلد للتاريخ الطبيعي فكانا يتقاسمان الباقي. وكان الاتفاق بينهما على أن تحتفظ جامعة أكسفورد بالنقوش والكتابات والألواح، وأما متحف فيلد فكان يأخذ ما له علاقة بعلم الآثار، والهياكل العظمية والمواد العلمية.وعلى نحو مشابه لما حصل باللقى والآثار فقد تناثرت السجلات والوثائق بين المؤسسات العلمية الثلاث، مع ذهاب نسخ مطابقة من السجلات والبطاقات والصور إلى متحف أشموليان ومتحف فيلد.والسجلات التي كانت عبارة عن تقارير رفعها المدراء الميدانيون إلى لانغدون انتهى بها المطاف إلى شيكاغو. وبالنسبة لملاحظات ماكاي التفصيلية حول اكتشافاته فقد أصبحت جزءاً من (محفوظات) أرشيف متحف أشموليان.ولعل أفضل من عبر عن تناثر الوثائق المتعلقة ببعثة كيش والفوضى السائدة في مستوى أعمال الحفريات، والمشاكل التي اعترضت التوثيق هو "سيتون لويد" الذي قال: "تمت أعمال الحفريات بطريقة سيئة، وتم توثيق هذه الأعمال بشكل فوضوي، والسجلات التي تمت مطابقتها نشرت بشكل سيء" .إن تقسيم الإرث الثقافي والمجموعات التي عثرت عليها بعثة كيش بشكل اعتباطي على ثلاث جهات يفصلها عن بعضها آلاف الأميال، تسبب في تقطيع أوصال نتائج مشروع كان من المفترض أن يكون حشداً مترابطاً ومتناغماً بين مواد ثقافية وتراثية لمنطقة واحدة، وحال دون نجاح المشروع. إن تقطيع الأوصال لم يحدث فقط على مستوى الوحدة الأثرية (مثال: القبور والحجرات)، ولكنه طال أيضا القطعة الأثرية الواحدة. فقد تم شحن أجزاء القطعة الواحدة إلى زوايا الأرض الأربع حتى بدون كتابة ملاحظة عن أصلها المشترك .

إن تقطيع الأوصال لم يحدث فقط على مستوى الوحدة الأثرية (مثال: القبور والحجرات)، ولكنه طال أيضا القطعة الأثرية الواحدة. فقد تم شحن أجزاء القطعة الواحدة إلى زوايا الأرض الأربع حتى بدون كتابة ملاحظة عن أصلها المشترك .

[/kish/fieldmus/images/EX5-large.jpg]

لا تحفظ المواد العضوية بشكل جيد في تربة العراق بسبب احتوائها على نسبة عالية من الملح. ولذا يجب جمع العظام الهشة بدقة من الأرض حتى لا تتفتت إلى قطع صغيرة. وكانت الطريقة الفضلى لتحقيق ذلك خلال فترة بعثة كيش الاستكشافية ، هي طلاء العظام بطبقات عديدة من الشمع المذاب ليتم رفعها من الأرض بعد تصلب الشمع.
شرق كيش، انغارا، خندق Y، المدفن- العربة 2. موسم 1927-1928. نيغاتيف مجهول 4

متحف فيلد

متحف فيلد, 'أعمال التنقيب الممتدة بين عامي ١٩٢٣-١٩٣٣', مشروع قاعدة بيانات كيش التابع لمتحف فيلد، 2004-2009, متحف فيلد, 2025 [http://oracc.org/kish/mathaffield/kish-mhm/alhafriat/]

 
العودة إلى الأعلى
 
CC0 (البيانات الوصفية) CC BY-NC (الوسائط المتعددة), متحف فيلد, 2004-2025
http://oracc.org/kish/mathaffield/kish-mhm/alhafriat/