على الرغم من أن السياح استمروا في زيارة كل من الأحيمر وانغارا في العقود التي أعقبت انتهاء بعثة الاستكشاف OFME في عام 1933، إلا أن اعمال التنقيب في كيش لم تستأنف لسنوات عديدة. بين نوفمبر 1966 ومارس 1967 ، أجرى ماغواير غيبسونMcGuire Gibson من المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو والسيد غانم وحيدة من الهيئة العراقية العامة للآثار والتراث مسحا طبوغرافيا منهجيا لكيش والمنطقة المحيطة بها (Gibson 1972). في 1980-1981، عمل علماء الآثار العراقيون من هيئة الآثار في تل إنغارا، لتقوية أساسات معبد عشتار من خلال وضع طوب لبني جديد تحت مستوى الأرضية التاريخية (الصورة 1). وهذا هو الطوب الذي لا يزال بإمكاننا رؤيته حتى اليوم. ثم في عام 1988، تم التنقيب في موقع كيش مرة أخرى، هذه المرة من قبل فريق من علماء الآثار من اليابان: البعثات الأثرية بجامعة كوكوشيكان (KUAE)
وقد بدأت البعثة الأثرية بجامعة كوكوشيكان رسميا العمل في تل انغارا في 16 نوفمبر 1988 (الصورة 2). وقاد البعثة مدير الأبحاث هيديو فوجي، والمدير الميداني كين ماتسوموتو، مع خمسة باحثين بما في ذلك أوغوشي كازومي، بالإضافة إلى علي حسين الطائي ومحمد محمود الزهوي من الهيئة العامة للآثار (Matsumoto 1991: 261). كان الهدف من البعثة هو استكشاف طبقات الموقع الخاص بالسلالات المبكرة (2900-2334 قبل الميلاد)، لمعرفة سكنة تل إنغارا، هورساغكالاما القديمة، في الألفية الثالثة قبل الميلاد. واختار الفريق التنقيب جنوب معبد عشتار البابلي الجديد، بالقرب من "القصر أ" ، الذي اكتشفه إرنست ماكاي في 1924-1925 ، على التل أ. وسرعان ما اكتشفت البعثة اليابانية مقبرة على عمق 10 سم تحت السطح، واكتشفت 17 قبرا لا يمكن تحديد تأريخ العديد منها. ووجدت في بعض القبور أغراضا شخصية بجوار الهياكل العظمية، مثل الأواني والأختام الأسطوانية والقلائد والأساور والخواتم. وبناءا على هذه البيانات ونوع الدفن، قدر الفريق أن العديد من القبور تعود الى العصر البابلي الجديد أو الفارسي الأخميني، والبعض الآخر الى الحقب البارثية أو الساسانية (Matsumoto 1991: 264-276; 284-297).
بعد هذا الاكتشاف، وسعت البعثة منطقة التنقيب الخاصة بها، وحفرت بشكل أعمق للبحث عن بقايا المباني. واكتشف الفريق مرة أخرى بالقرب من السطح على بعد حوالي 30 سم تحت الأرض، جدرانا مصنوعة من الطوب المجفف بالشمس، تصل إلى سفح التل. وكانت هذه الجدران تحدد غرفا صغيرة، بما في ذلك واحدة لا يزال مقبض الباب قريبا منها (Matsumoto 1991: 276-284; 280). وانتهت هذه المهمة الأولى في 17 فبراير 1989، مع خطط للعودة في العام التالي. ولكن عندما اندلعت حرب الخليج في أغسطس 1990 توقفت جميع خطط العودة مؤقتا.
مرت عشر سنوات قبل أن تتمكن بعثة جامعة كوكوشيكان من العودة إلى تل إنغارا. استمرت مهمتها الثانية لمدة ثلاثة أسابيع اعتبارا من 9 نوفمبر 2000 تحت إشراف كين ماتسوموتو، مع هيروميتشي أوغوتشي كمشرف على الموقع، بمساعدة عالمي الآثار العراقيين السيد عطا كاظم والسيد محمد عبد الرحمن من هيئة الآثار (Matsumoto & Oguchi 2002: 1). وبدلا من استئناف العمل حيث قاموا بالتنقيب آخر مرة، توجه الفريق شمالا، إلى المنطقة المسماة التل بي Mound P ،قرب ما يسمى بالمبنى المحدب (انظر فهرس الأسماء) الذي اكتشفه ماكاي في 1923-1924. لقد أرادوا اختبار استنتاج موري باحتمال وجود منطقة رئيسية للاستيطان الحضري في المنطقة P من فترة السلالات المبكرة وبعده (Moorey 1978: 42).
سرعان ما رأى الفريق جدرانا محددة تحت التربة الرطبة، عبر المنطقة المسطحة الواسعة شرق تل P، وذلك بفضل أمطار الخريف. وكانت هذه الجدران قريبة جدا من السطح بحيث يمكن اكتشافها بسهولة بمجرد كشط التربة السطحية على عمق 20 إلى 30 سم فقط. ويشير اللون الأحمر إلى أنها قد احترقت في العصور القديمة (Matsumoto & Oguchi 2002: 3-4).
عادت العثة اليابانية في 8 أيلول/سبتمبر 2001 في مهمتها الثالثة (الصورة 3). وكما من قبل، أدار الفريق كين ماتسوموتو، مع هيروميتشي أوغوتشي كمشرف على الموقع، وهذه المرة بمساعدة عالمي الآثار العراقيين صالح يوسف وجواد محمد من الهيئة العامة للآثار. وكانت الخطة هي مواصلة استكشاف المنطقة P حيث اعتقد الفريق أنه سيتم العثور على منازل من فترة السلالات المبكرة (Matsumoto & Oguchi 2002: 1-4). وقد توقف العمل فجأة بعد أسبوع بسبب الهجوم الإرهابي في 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الذي التسبب في تداعيات عالمية. وعلى الرغم من أن البعثة الأثرية لجامعة كوكوشيكان لم تستأنف بعد استكشافاتها في تل إنغارا أو المنطقة P ، إلا أن الفريق لا يزال يأمل في العودة إلى كيش يوما ما.
16 Oct 2025
نادية آيت سعيد غانم
نادية آيت سعيد غانم, 'البعثات الأثرية لجامعة كوكوشيكان، 1988-2001', مدينة كيش المنسية, مشروع مدينة كيش المنسية, 2025 [http://oracc.org//tarikh-kish/albaethat-alyabania1988-2000/]