"مدافن العربات" أو "مدافن المركبات" هو الاسم الذي أطلق على مجموعة من القبور تم اكتشافها في تل إنغارا في 1928-1929 من قبل البعثة الاستكشافية OFME. ووجد بداخلها رفات فرسان بجوار خيولهم ومركباتهم. ويرجع تاريخ المدافن إلى فترة السلالات الأولى من الأولى إلى الثالثة (2900-2370 قبل الميلاد) . وجدت المدافن على عمق أربعة إلى خمسة أمتار تحت مستوى الأرض في الخندق المسمى Y، الواقع بجوار معبد عشتار، أمام الزقورة الكبيرة الصورة 1). (Moorey 1978: 104).
[/kish/images/chariots-fig1-large.jpg]1. خارطة خنادق OFME التي حفرت في 1928-1929، وتشير إلى الخندق Y (2024). المصدر: الهيئة العامة للآثار والتراث، العراق
وتعتبر هذه القبور السلف المباشر ل "المقابر الملكية" في أور، التي اكتشفها ليونارد وولي وفريقه في الفترة نفسها (1922-1934)، الا ان مدافن كيش أقل تفصيلا.
وكما هو الحال مع العديد من مكتشفات البعثة بين عامي 1923-1933، "فقد تم تسجيل تفاصيل مدافن العربات بشكل سيء للغاية لدرجة أنها ستبقى مدار نقاش إلى الأبد" (Moorey 1978: 103). وفيما سجل ماكاي 154 مقبرة، 16 منها لها علاقة بالحيوانات، الا ان العديد من القبور المكتشفة لم يتم تسجيلها (Gibson 1972: 79). وقد عثرعلى جثث الفرسان مسجاة بجوار عرباتهم الخفيفة التي كانت تستخدم للصيد والقتال. ويعتقد أن الرجال المميزين فقط هم الذين كان يتم دفنهم بعرباتهم (Moorey 1978: 104).
[/kish/images/chariots-fig2-large.jpg]2. "منظر شمال أو شمال شرقي فوق خندق Y" (غير مؤرخ). المصدر: ألبوم صور OFME، ANT 140B، ص 64، رقم نيجاتيف.
كما تم دفن الفرسان مع أدوات ومجموعة متنوعة من المواد بجانبهم، مثل رؤوس فؤوس نحاسية، وأوعية معدنية مشابهة لتلك الموجودة في أور في المدافن الملكية (Moorey 1978: 105)، بالإضافة الى أدوات نحاسية، ومناشير، وحلقات لجام، وجرار مطلية باللون الأحمر.
فاجأت القبور علماء الآثار لسببين. أولهما، انه على الرغم من أن المدافن تحتوي على العديد من الأدوات، إلا أنه لا يمكن وصف أي منها بأنها ممتلكات شخصية. فعلى سبيل المثال، لم تكن هناك أختام أسطوانية، على عكس المدافن الأبسط الأخرى في الخندق Y التي تحتوي على متعلقات شخصية بما في ذلك الأختام الأسطوانية. ثانيا، باستثناء العربات وتجهيزاتها، لم يرافق الفرسان أي معدن ثمين ولا مجوهرات. أما الفرق الوحيد بين مدافن العربات والمقابر الأخرى الموجودة في الخندق Y هو أن الفرسان كانوا برفقة خيولهم والعربات التي كانت تجرها. وكانت جميع مدافن العربات تشبه بعضها البعض، لذلك ربما كان الفرسان معاصرين أو شبه معاصرين لبعض ولربما دفنوا مع بعض في نفس الوقت (Moorey 1978: 106).
[/kish/images/chariots-fig-large.jpg]3. "دمنة يقف بجانب بقايا الفرن" (غير مؤرخ). المصدر: ألبوم صور OFME، ANT 140B، ص 83، رقم النيجاتيف 60153.
عندما بدأ فريق الاستكشاف باستعادة أجزاء من العربات (الصورة 3)، صادف العديد من العجلات المحفوظة جيدا إلى حد ما. وكان قطر هذه العجلات 50 سم، ولا تزال تحتوي على أوتاد خشبية مثبتة عليها، مع مسامير نحاسية في حافة العجلة ربما تستخدم لتثبيت "إطار" جلدي (الصورتين 4 و5) (Moorey 1978: 108).
[/kish/images/chariots-fig4-large.jpg]"عجلتان من عربة رباعية العجلات معبأة في صناديق جبسية للشحن" (غير مؤرخ). المصدر: ألبوم صور OFME، ANT 140B، ص 117، رقم النيجاتيف 60198.
[/kish/images/chariots-fig5-large.jpg]5. "عربة وتبدو المسامير النحاسية في الحافة وشكل العجلات القرصي" (غير مؤرخ). المصدر: ألبوم صور OFME، ANT 140B، ص 119، رقم نيجاتيف 60207
[/kish/images/chariots-fig6-large.jpg]6. "دمنة جالس بجانب عجلات العربة اليسرى" (غير مؤرخة). المصدر: ألبوم صور OFME، ANT 140B، ص 108، رقم نيجاتيف 6012
تم إرسال معظم بقايا الهياكل العظمية بعد استخراجها، بالإضافة إلى العربات والمواد الأخرى، إلى متحف فيلد في شيكاغو، حيث لا تزال موجودة حتى يومنا هذا. فيما نقلت بعض الرفات إلى متحف التاريخ الطبيعي في لندن، بما في ذلك جماجم ما يصل إلى 65 شخصا (Pestle, Torres-Rouf, Daverman 2023: 210; Molleson and Blondiaux 1994).
إذا قمت بزيارة تل انغارا اليوم، ستجد أن من السهل التعرف على الخندق Y نظرا لعمقه الكبير، فقد ترك أثرا كبيرا مستطيل الشكل على الأرض، وقد أبيض بسبب تملح التربة. وعلى الزوار توخي الحذر بشكل خاص عند المشي في هذه المنطقة نظرا لأن الخندق Y أمتليء بشكل طبيعي بمرور الوقت، ولذا أصبحت الأرض رخوة تشكل خطرا خاصة بعد هطول المطر.
30 Oct 2025
نادية أث سعيد- غانم
نادية أث سعيد- غانم, 'مدافن العربات (الخندق Y)', مدينة كيش المنسية, مشروع مدينة كيش المنسية, 2025 [http://oracc.org//tilal-kish/tell-ingharra/madafin-alearabat/]