في 1923-1924، اكتشفت بعثة OFME مبنى كبيرا شمال تل إنغارا، مصنوعا بالكامل من الطوب المحدب المستوي - أي الطوب ذو سطح مستطيل من جانب واحد والأسطح الأخرى منحنية. ولم يتمكن الفريق من تقييم طبيعة هذا الهيكل فأطلق عليه ببساطة اسم "المبنى المحدب المستوي"، بسبب شكل الطوب، وأطلق على المنطقة اسم "المنطقة P"، واسمها العربي هو "أم الذهب"، مما يشير إلى أن السكان المحليين كانوا يجدون عملات معدنية قديمة أو مجوهرات أو أشياء ثمينة أخرى هناك (Gibson 1972: 119).
[/kish/images/pcb-fig1-large.jpg]1. مخطط المبنى المحدب المستوي، بناءا على كتابات إرنست ماكاي غير المنشورة (Moorey 1978: 35)
بالكاد تذكر تقارير OFME المنشورة هذه النتيجة. لكنه معروف بفضل دراسة روجر موري المكثفة لبطاقات الفهرسة غير المنشورة للبعثة (Moorey 1978: 34-47). اكتشف موري أيضا أن مخططا جزئيا للموقع قد نجا من بين سجلات كيش لمتحف فيلد في شيكاغو، جنبا إلى جنب مع مجموعة من نيجاتيف صور (Moorey 1978: 34). ويعتبر علماء الآثار الآن المنطقة P واحدة من أهم المناطق في كيش/ هورساغكالاما، لأنها تقدم دليلا على وجود مستوطنة حضرية رئيسية من فترة الأسر المبكرة (Gibson 1972: 76).
بين نوفمبر/تشرين ثاني 1923 ويناير/كانون ثاني 2024، أحرزت البعثة تقدما سريعا، حيث اكتشفت أولا سلسلة من الغرف على الجانب الشمالي الغربي من فناء كبير، وسرعان ما وصلت إلى المزيد من الغرف ومجمع المدخل والفناء (الغرفتان 40 و 41). وبحلول نهاية الموسم الأول، وجدت أيضا مجاري لصرف المياه وجدران مدعمة، بالإضافة إلى بقايا سقوف وأرصفة مغطاة بالأسفلت (Moorey 1978: 35). كما بقيت دعامات مستطيلة على ارتفاع 150 سم وجدار خارجي كبير حول المبنى بأكمله.
تمكن علماء الآثار من معرفة أن المبنى ازدهر في فترة الأسر المبكرة IIIa-b (حوالي 2540-2350 قبل الميلاد)، وربما كان مهجورا في وقت ما بعد هذه الفترة، ولكن ما الغرض منه؟ على الرغم من أن المبنى المحدب يعود إلى نفس فترة القصر أ، إلا أن المبنى المحدب المستوي لم يكن لديه أي من السمات الضخمة للقصر أ، ولا يبدو أنه تم استخدامه كمجمع ديني. كان هذا مبنى من طراز خاص (Zaina 2015)، ولكن أي نوع، ولمن؟
[/kish/images/pcb-fig2-large.jpg]2. "تصريف المياه في المبنى". المصدر: ألبوم صور OFME، ANT 140، ص. 86، رقم النيجاتيف 3591. (ملاحظة: لا تحدد هذه الصورة ما إذا كان المبنى هو القصر أ أو المبنى المحدب المستوي)
يبقى سؤال مهم آخر يجب الإجابة عليه: لماذا تم استخدام المياه على نطاق واسع في هذا المبنى، وكيف؟ تم العثور على العديد من الأحواض المبطنة بالأسفلت في الغرف، كما كانت الغرف المبطنة بالخشب ("غرف "مبطنة بالألواح الخشبية" على حد تعبير موري) مغطاة بالأسفلت. وكانت تتم إدارة تدفق المياه بعناية، ليس فقط من خلال نظام الصرف الصحي الذي لا يزال موجودا في أجزاء، ولكن أيضا عن طريق بئر تحت الأرض يبدو أنه كان يوفر إمدادا مستقلا من المياه داخل الجدران.
تم العثورعلى آثار قليلة أثناء التنقيب في المبنى المحدب المستوي، وقد وجدت شظايا من المطعمات التي زينت الجدران في العديد من الغرف، بعضها مصنوع من الصدف. كما تم العثور على ختم أسطواني على الجانب الجنوبي من المحكمة الكبرى، منحوت على شكل "رجل يجدف قاربا" (Moorey 1978: 37). كما تم العثور على تمثال مقطوع الرأس في البئر (الغرفة 40)، و يشبه إلى حد كبير التماثيل التي تمثل النساء الجالسات، التي تم اكتشافها في منطقة ديالى في العراق، والتي تصور أيضا نساء يحملن كوبا مدببا ونباتا، ربما كان سعف نخلة (Moorey 1978: 41)
30 Oct 2025
نادية أث سعيد-غانم
نادية أث سعيد-غانم, 'المبنى المحدب المستوي: مبنى إداري في المنطقة P', مدينة كيش المنسية, مشروع مدينة كيش المنسية, 2025 [http://oracc.org//tilal-kish/almabni-almahdab-almastawi/]